نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 103
فاذكرها، ثم إنّ الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن
حنيف فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلّمتَه
فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلّمتُه فيك، ولكنّي شهدت رسول الله a وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي a... إلى آخر الحديث[1].
بالإضافة إلى هذا فإن التفريق بين حياة رسول الله a ووفاته عين الشرك، ذلك أن الله هو الفاعل في الجميع، ورسول الله a مجرد واسطة، فالتفريق
بين الحياة والموت يدل على أن الشخص له من القدرة والتأثير في الحياة ما ليس له في
المماة، مع أن الأمر لله جميعا.
التأويل الثاني: أن العميان من الصحابة، لم يعد لهم
بصرهم، ويعتبرون هذا دليلا على عدم مشروعية التوسل أو عدم جدواه أو كونه خاصا
براوي الحديث، يقول ابن تيمية: (ولو توسل غيره من العميان الذين لم يدعُ لهم النبي
a بالسؤال به لم تكن حالهم كحاله)[2]،
وقد علق على هذا محقق الكتاب بقوله: (وقد عمي بعض الصحابة بعد النبي a منهم ابن عباس وجابر وكان ابن عباس راغباً في الشفاء، فلو كان
التوسل بذات النبي a مشروعاً
لتوسل بذاته a ولشفي وهو أولى بأن يجاب من
هذا الصحابي المجهول بل عمي عتبان بن مالك في حياة رسول الله a وكذلك ابن أم مكتوم)[3]
وقال في موضع آخر: (وكذلك لو كان كل أعمى توسل به،
ولم يدع له الرسول a بمنزلة ذلك الأعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم
يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون
المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق
الله ورسوله، وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع