قلت: أجل.. ففي إنجيل يوحنا نجد العلم المتعلق
بحقيقة طبيعة المسيح، لقد صرح بما لم يصرح به غيره.
لقد قال بصراحة وعمق وإيمان:( في البدء كان الكلمة،
والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به
كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان )( يوحنا 1/1-3).. فلم يقل :( كانت الكلمة مع الله
)، أو (كانت الكلمة إله).. بل قال بكل وضوح ودون أي إلغاز :( وكان الكلمة الله)
بل هو يؤكد بكل صراحة أن التجسد هو الله، فيقول :(
والكلمة صار جسداً، وحل بيننا، ورأينا مجده كما لِوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمة
وحقـاً) (يوحنا:1 / 14)
قال: سأرد على هذا من أربعة وجوه.. فاصبر علي..
قلت: لك كل الحرية.. وكل الوقت.. فقد اتفقنا على
البحث عن الحقيقة.. ولا شيء غير الحقيقة.
قال: أولا.. من هو يوحنا؟.. ومتى كتب إنجيله؟.. وكيف
يجرؤ على قول ما لم يقله المسيح؟
قلت: أتريد أن تشككني في يوحنا كما شككتني في بولس؟
قال: إن الباحث عن الحقيقة لا يهمه من يطرح في
طريقها من الرجال.. أليس الحق أحب إلينا من الرجال؟
قلت: بلى.. ولكن الرجال هم الذين نعرف بهم الحق.
قال: فلندرسهم لنرى مدى أهليتهم لتبليغ الحق.
قلت: لا بأس.. ولكن تذكر أنه من القديسين.. ولا
ينبغي أن نتحدث عن القديسين إلا بصحبة الأدب.