قال: أستنتج أن الأصل هو نبوة المسيح.. فهي التي يدل
عليها العقل المجرد من جهة.. وهي التي تدل عليه النصوص الكثيرة من جهة أخرى.
قلت: وما تسميه نصوصا متشابهة.. هل تحذفها من الكتاب
المقدس؟.. أم تغير ترجمتها؟
قال: لا هذا ولا ذاك.. وإنما أحاول فهمها على ضوء
النصوص الأخرى.. فإن احتجت إلى التأويل أولت..
قلت: أليس التأويل تحريفا؟
قال: يكون التأويل تحريفا عندما يلوي عنق النص..
لكنه إن انسجم مع النص كان هو الأسلوب الوحيد الذي نتعامل به مع النص.
قلت: فهل تطبق لي هذا التأويل على ما لدي من نصوص
متشابهة، لنرى مدى أحقية التأويل؟
قال: أجل.. لابد لمن يريد أن يعرف الحقيقة من
الاهتمام بالتفاصيل المؤدية إليها.. بكل التفاصيل..
قلت: لدي عشرات النصوص التي وردت في العهد الجديد أو
القديم، وهي كلها تتحدث عن ألوهيته، منها النصوص التي سمته رباً وإلهاً أو ابناً
لله، ومنها النصوص التي أفادت أن فيه حلولاً إلهياً، ومنها النصوص التي أضافت خلق
المخلوقات إليه، ثم ما ظهر على يديه من معجزات إلهية إليه كتنبئه بالغيب وإحيائه
الموتى…
قال: قبل أن تعرض لي ما شئت من نصوص أريد أن أسألك..
هل يوجد نص واحد منها يصرح فيه المسيح بألوهيته، أو يطلب من الناس عبادته.