فلو كان المسيح إلـها متجسدا لما احتاج لروح القدس
ليهبط عليه.. ولو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما وأزلا مع روح القدس،
لأن الثلاثة واحد فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!
ثم ألا ترى فيما كتبه متى ولوقا ما يبطل زعمكم أن
الثلاثة واحـد فالروح القدس منفصل عن الذات وهو نازل بين السماء والأرض والابن
صاعد من الماء.
إنسانية
المسيح:
قلت: لقد ذكرت ما شئت من النصوص عن عبودية المسيح..
فاذكر لي ما يدل على إنسانيته على حسب ما فهمت؟
قال: كل ما سبق ذكره يدل على إنسانيته، فالعبودية لا
تخرج عن صاحبها الإنسانية.
قلت: فما تقصد بالإنسانية إذن؟
قال: أقصد منها نواحي الضعف التي تعتري الإنسان،
والتي يستحيل أن يتصف بها الله، وهو ما استدل به القرآن الكريم على عدم صحة ما
ترمون المسيح به من دعاوى، فالله تعالى يقول:P
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ
لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَO
(المائدة:75)
قلت: فاذكر لي ما في كتبنا من الدلالة على هذا.
قال: اعذرني.. فأنت أعرف بذلك مني.
قلت: لا بأس.. أريد أن أسمع منك.. ألا ترى أني صادق
في حواري معك؟
قال: أشكرك على ذلك.. وأنا مستغرب هذا السلوك الذي
لم أعهده من غيرك.
قلت: لا بأس.. كل ينفق مما عنده.
قال: الأناجيل.. بل الكتاب المقدس جميعا يصرح أن
المسيح أضعف من أن يكون إلها:
لقد ذكر لوقا (22: 43) أن المسيح بعدما وصل وتلامذته
الي جبل الزيتون واشتد عليه الحزن