وفي أكثر من 500 لغة إنسانية يتحدث عن صلب المسيح..
أفلا يكفي هذا دليلا؟
ابتسم، وقال:
ما أجمل هذا الدليل.. وما أقواه.. إنه ينسف كل الأدلة.. ولكنه في نفس الوقت يمكنه
أن يخرج جميع المجرمين من جميع السجون.. ويحكم على جميع الأبرياء بالإعدام.
قلت: كيف
تقول ذلك؟
قال: لو
سلمنا بالمنهج الذي يعتمده هذا الدليل.. فسيتحول كل المجرمين إلى مترجمين..
ليترجموا دعاواهم إلى جميع لغات العالم، ثم يرموا بها في وجوه القضاة.
قلت: لم أفهم
ما ترمي إليه.
قال: الكذبة
ـ سعادة الحبر ـ تبقى كذبة، ولو ترجمتها لجميع لغات العالم..
قلت: إذا لم
تقبل هذا.. فهناك أربعة شهود.. وهم كتبة الأناجيل..
قال: أول
ملاحظة يمكن أن تخرق بها هذه الشهادة هي أن كتبة الأناجيل الأربعة مشكوك في
علاقتهم بالمسيح[1].
والملاحظة
الثانية.. هي أن شهود الإثبات جميعاً لم يحضروا الواقعة التي يشهدون فيها، كما قال
مرقس: (فتركه الجميع وهربوا) ( مرقس: 14/50)
قلت: ولكن
هذه الشهادة مسجلة على أكثر من 5000 مخطوط..
ابتسم، وقال:
ما يقال في المخطوطات قيل قبله في الترجمات.. بل إن شأن المخطوطات أيسر.. فهو لا
يحتاج إلا القدرة على الكتابة..
ومع ذلك..
فقد بحثت في هذا، ووجدت أنه لا توجد من هذه النسخ جميعا مخطوطتان متطابقتان.. ولو
تطابقت جميعها، فإن أياً منها لم يسجَّل بخط مؤلفه، وإن نُسب
[1] انظر
التفاصيل المرتبة بكتبة الأناجيل في رسالة (الكلمات المقدسة) من هذه السلسلة.