المسيح يعود قبيل الساعة، فيكون علامة على قرب انقضاء
الدنيا.
قلت: دعنا
مما يقول القرآن.. فالعقائد المسيحية لا نستنبطها إلا من كتابنا المقدس.
قال: صدقت..
وأنا لم أذكر ما ورد في القرآن لأستدل به على إنكار هذه الحادثة.. وإنما ذكرتها
باعتبارها دعوى تحتاج إلى تحقيق.. أليس القاضي العادل هو الذي يقبل جميع الدعاوى،
ثم يتعامل معها بعد ذلك بما يقتضيه التحقيق والتحري؟
قلت: بلى..
ذلك صحيح..
قال: فلنعتبر
ما ورد في القرآن مجرد دعوى.. وهلم نناقشها بما يقتضيه البحث العلمي.
قلت: لك ذلك..
فناقشها بما تشاء.
قال: أنت ترى
كما يرى كل آباء الكنيسة وقديسوها أن حادثة صلب المسيح هي محور المسيحية وقطبها
الذي تدور عليه.. أليس كذلك؟
قلت: لقد
ذكرت لك ذلك.. وذكرت لك النصوص الدالة عليه.
قال: أليس
الأصل في مثل هذا أن ينقل بالتواتر.. أو ينقل نقلا لا تعتريه أي شبهة؟
قلت: بلى..
فلا يمكن أن نعتمد في الأحداث الخطيرة إلا على الأدلة القطعية.. وقد قال القرآن
الذي أراك ترجع إليه كل حين يقرر هذا :﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ
مَسْؤُولاً﴾ (الاسراء:36).. وفيه :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً
بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات:6)
قال: إن هذا
يستدعي البحث في الشهود الذين حضروا الحادثة.. أجبني.. من هم الشهود الذين وصفوا
الحادثة عن رؤية؟
لم أدر بما
أجيبه، لكني قلت، كما تعود رجال ديننا أن يقولوا: إن الكتاب المقدس..