وجاء في سفر الملوك الثاني (2: 7، 8) عن إيليا
واليشع :( ووقف كلاهما بجانب الأردن، وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء، فانفلق
إلي هنا وهناك فعبر كلاهما في اليبس)
أليس انفلاق الماء الذي وقع معجزة لإيليا واليشع أعظم
من هدوئه الذي وقع معجزة للمسيح.. ومع ذلك لم تقولوا أنتم.. ولم يقل أحد إن في
إيليا طبيعة لاهوتية.
أما شفاء العمي والبرصى.. فقد نص الكتاب المقدس على
أن هذه المعجزة قد حدثت على يد اليشع، كما في سفر الملوك الثاني (6: 14 _ 20)..
ومن يقرأ ما جاء في خبر هذه المعجزة سيجد أن ما فعله أليشع لم يكن بفرد واحد أو
باثنين أو بثلاثة بل كان بجيش كبير .. ومع ذلك لم تقولوا أنتم.. ولم يقل أحد إن في
اليشع طبيعة لاهوتية.
أما التنبؤ بأحداث المستقبل.. فاليشع قد تم له ذلك..
وذلك عندما وعد المرأة الشونمية التي لم يكن لها ابن ورجلها قد شاخ (فَقَالَ لَهَا
أَلِيشَعُ: (فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ
سَتَحْضُنِينَ ابْناً بَيْنَ ذِرَاعَيْكِ. فَقَالَتْ:( لاَ يَاسَيِّدِي رَجُلَ
اللهِ. لاَ تَخْدَعْ أَمَتَكَ) لَكِنَّهَا حَمَلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً فِي
الزَّمَنِ الَّذِي أَنْبَأَ بِهِ أَلِيشَعُ) (سفر الملوك الثاني:4: 16)
بالإضافة إلى هذا.. فإن الكثير من الانبياء تنبؤو
بالغيب والأحداث المستقبلية ممن وردت أسماؤهم في الكتاب المقدس.. بل قاموا بصنع
الآيات والمعجزات كالمسيح تماماً.. ومع هذا لم يقل أحد منكم ولا من غيركم أن فيهم
طبيعة لاهوتية.
التفت إلي، فرآني مستغرقا في السماع، فقال: أأنتم
أعلم بالمسيح من تلاميذ المسيح؟
قلت: لا.. هم أعلم بالمسيح منا.
قال: فقد حصلت كل هذه المعجزات أمام أعينهم، ومع ذلك
كان أقصى ما قالوا :( قد قام فينا نبي عظيم) كما جاء في (لوقا: 7: 16 )، وم يكن من
المسيح إلا أن أقرهم ولم ينكر عليهم وصفهم له بالنبوة.