قال: لقد بشر المسيح كل من يؤمن به بأنه سيعمل من
العجائب مثل أعمال المسيح، بل في إمكانه أن يعمل ما هو أعظم منها، فقد جاء في
يوحنا على لسان المسيح :( الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالاعمال التي أنا
أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها) (يوحنا 14: 12 )
صمت، فقال: لماذا لا تتخذون (اليشع) إلهاً، فقد ذكر
الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني (4: 32) أن (اليشع) قد أحيا طفلاً ميتاً.. بل
قد جاء فيه ما هو أعظم من ذلك، فقد ورد عنه في سفر الملوك الثاني (13: 20) انه أحيا
ميتاً وهو ميت فقد ورد فيه:( وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَحَدَثَ أَنَّ
غُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ أَغَارُوا عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَطْلَعِ
السَّنَةِ الْجَدِيدَةِ، فِيمَا كَانَ قَوْمٌ يَقُومُونَ بِدَفْنِ رَجُلٍ مَيْتٍ.
فَمَا إِنْ رَأَوْا الْغُزَاةَ قَادِمِينَ حَتَّى طَرَحُوا الْجُثْمَانَ فِي
قَبْرِ أَلِيشَعَ، وَمَا كَادَ جُثْمَانُ الْمَيْتِ يَمَسُّ عِظَامَ أَلِيشَعَ
حَتَّى ارْتَدَّتْ إِلَيْهِ الْحَيَاةُ، فَعَاشَ وَنَهَضَ عَلَى رِجْلَيْهِ)
بل جاء في سفر (حزقيال) ما هو أعظم من ذلك، فقد جاء
في الاصحاح (37: 7) أنه أحيا جيشا عظيم جداً من الأموات.
ومع هذا لم يقل أحد أن النبي اليشع أو أن النبي
حزقيال بهما طبيعة لاهوتية أو أن الرب قد حل بهما. تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
أما تكثير الطعام ومباركته، فإنا نجد في الكتاب
المقدس عن اليشع كما في سفر الملوك الثاني (4: 1، 7) أنه صنع معجزة تكثير الزيت،
والذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن أليشع لم يرد في خبرها أنه رفع نظره نحو السماء،
ولا أنه بارك وشكر الله كما فعل المسيح، ومع ذلك لم يقل أحد أن في أليشع طبيعة
لاهوتية مع أن هذه الاعجوبة أبلغ مما وقع للمسيح.
أما خضوع عناصر الطبيعة.. فإن الطبيعة ـ حسب الكتاب
المقدس ـ قد خضعت لكثيرين، وكان منهم أليشع وإيليا ويشوع، فالذي يقرأ ماجاء في سفر
الملوك الثاني (1: 7، 14) سيجد أن إيليا أمر عنصر النار التي هي سيدة العناصر،
فأخضعها وأطاعته بمجرد أمره فنزلت من السماء، فلم