اللّه
أحيا أباك فقال له: تمنَّ، فقال له: أردُّ إلى الدنيا فأقتل فيك مرة اخرى، قال:
إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون)[1]
، وسمعت معها قوله a: (والذي نفسي بيده لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا
بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم
أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)[2]
قلت:
فهل تأكلون وتشربون .. ؟
قال:
نحن نمارس حياتنا بكل معانيها.. فنأكل ونشرب ونلبس ونتجول.. ونسيح في ملكوت الله..
ونصحب أولياء الله.
قلت:
فهل تتذوقون اللذات مثلما نتذوقها نحن أهل الدنيا؟
قال:
لا.. لا يمكن ذلك.
قلت:
كيف.. كنت أحسبكم تتلذذون مثلنا.
قال:
كل لذات الدنيا منغصة ومكدرة ومملوءة بالشوائب.. أما نحن فلذاتنا خالصة صافية، ليس
فيها شائبة.. ونحن نتلذذ بجميع كياننا، لا ببعض أجسامنا مثلما كنا في الدنيا.
قلت:
أكل هذا تجسد لأعمالكم؟
قال:
أجل.. فمن وهب كل حياته لله.. وهبه الله كل شيء.
قلت:
هلا أدخلتني هذا القصر، وقدمت لي بعض الطعام، مثلما كنت تستضيفني في الدنيا..