وقد
ذهب قبل قليل مع رفاقه إلى سياحة في بعض الحدائق، ليشاهد معهم بعض عجائب خلق الله،
والتي كان يتوق إلى مثلها في المدينة التي كان يسكن فيها.
قلت:
هل تقصد أن كل ما كان يتوق له في الدنيا حقق له هنا؟
قال:
أجل.. بل حقق له ما لم يكن يحلم، أو يخطر على باله.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿فَلَا
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]
قلت:
بلى، وقد سمعت معها قوله a: (قال اللّه تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين
رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)[1]
.. ولكن ذلك في جنة المأوى.
قال:
تعالت رحمة الله وكرمه أن يخص بالجنة دون غيرها..
قلت:
صدقت.. فإن الله تعالى وفر من النعيم الصالح للصالحين في الدنيا، ما جعلهم يشعرون
أنهم في الجنة.. ولكن كيف حصل صاحبي الصالح على ذلك؟
قال: لأنه
عرف المفاتيح التي يفتح بها أبواب البقاء.. ولذلك حفظ الله له كل أعماله الصالحة،
والتي شكلت له رصيدا ضخما، هو الآن يتنعم به.
1 ـ الباقيات الموبقات:
بينما
كنا مستغرقين في هذا الحديث، إذا بالمعلم يغيب عن عيني فجأة، ويحل بدله شخص ممتلئ
بالدمامة والروائح الكريهة، فسألته عنه، فقال: ألا تعرفني.. أنا صديقك فلان؟