قلت: بلى.. فالآية الكريمة تذكر
الأساليب التي كان يستعملها رسول الله a لتأليف قلوب أصحابه رحمة بهم، وحتى لا ينفضوا عنه.
قال: فهل هذه الأساليب توقيفية.. أم أنه
يمكن الاجتهاد فيها؟
قلت: بل يمكن الاجتهاد فيها.. بل لا
يمكن تحقيق تلك الأساليب من دون الاجتهاد فيها مراعاة لطباع الناس المختلفة.
قال: كيف ذلك؟
قلت: لقد قال رسول الله a : (المؤمن إلف مألوف، ولا خير
فيمن لا يألف ولا يؤلف)[1] ، وهو يدعونا بهذا
إلى استعمال كل الممارسات التي تجعل الناس لا ينفرون منا، ما دامت تلك الممارسات
خاضعة للقيود الشرعية.
قال: فهل ذكرت لي بعض تلك القيود؟
قلت: ألا يكون فيها غش ولا خديعة ولا أي
رذيلة من الرذائل التي يأباها الشرع، وتأباها معه العقول السليمة.
[1]
رواه
أحمد (2/ 400) وفي (5/ 335)، الفردوس للديلمي (4/ 77) برقم (6549)