قال:
إن الله تعالى في تلك الآيات الكريمة بين أن العقول نفسها تقر بالفرق بين المسلمين
والمجرمين.. وبين الفساد والصلاح.. وذلك يدل على أن الصلاح حسن بذاته، والفساد
قبيح بذاته.
قلت:
مثل ذلك كثير في القرآن الكريم.. فالله تعالى يخاطب العقول في كل المحال، لتكتشف
بنفسها حسن الحسن، وقبح القبيح، كما قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا
رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى
مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: 76]
قال:
ولذلك قامت حجة الله على عباده.. لأن دينه الذي شرعه لهم متناسب مع عقولهم والفطر
التي فطروا عليها، ولا يختلف معها.