قلت:
فحدثني عن أسرار الحقائق، وعلاقتها بأسرار الثبات والتطور.
قال:
أعيان الحقائق ثابتة.. والتطور معرفتها والوصول إليها وإزالة الأوهام والخرافات
المرتبطة بها، وتفعيلها للاستفادة منها.
قلت:
ما تعني؟
قال:
ألم ير البشر جميعا الشمس، وهي تملأ الأرض بأشعتها الحنون الدافئة؟
قلت:
أجل.. ولذلك ذكرت في كل الأشعار، والكتب المقدسة، بل إنها عبدت في كثير من
الديانات.
قال:
فحقيقة الشمس واحدة، وفي كل العصور.. لكن التعامل معها هو الذي اختلف من جهة إلى
جهة، ومن زمن إلى زمن.
قلت: أجل..
فالشمس مذ كانت هي الشمس.. ومثلها القمر.. ومثلها كل الكون.. لكن العلوم الحديثة
أعطتنا الكثير من المعارف التي كنا نجهلها عنها، وأزالت كثيرا من الخرافات
والأوهام المرتبطة بها، وبذلك تطور فهمنا لها، ومعرفتنا بها، وازدادت استفادتنا
منها..
قال:
وهل التطور الذي وصل إليه البشر حولها ألغاها، أو ألغى حقيقتها؟
قلت:
كلا .. بل هو زادنا طمأنينة لها، وتعلقا بها.. وشعورا بعدم إمكانية تخلينا عنها.
قال:
فهل اختلف حالكم معها عن ذلك البدوي في الصحراء، أو البدائي في الكهوف؟
قلت:
نحن الآن أكثر استفادة منها، وشعورا بأهميتها.. فالكثير من قومنا أصبحوا يستثمرون
طاقتها في الكهرباء، وفي كل شيء.
قال:
فقد عرفت إذن مجال الثبات والتطور المرتبط بالحقائق.