أعجب
من ترك أصحاب الحي المتطور لك، وعدم استفادتهم منك.
قال:
سر ذلك بسيط، وهو انصرافهم عن معرفة أسرار الثبات والتطور.. فلو عرفوها، لميزوا
بين ما يحتاج إلى التطور، وبين ما يحتاج إلى الثبات.
قلت:
ولم لم تعلمهم ذلك؟
قال:
وهل تركت تلك البلاد التي كنت فيها إلا لأجل هذا.. لقد جئت إليهم لأدعوهم إلى
الحفاظ على أصالتهم في نفس الوقت الذي يستفيدون فيه من كل تطور سليم يتناسب مع
الفطرة.. والحمد لله ها أنت ترى النتائج.. وسترى أفضل منها بعد مدة وجيزة.
قلت:
كيف ضمنت ذلك؟
قال:
سيصطدم أهل كلا الحيين بمخالفتهم للفطرة.. ولذلك لن يجدوا ملجأ إلا هذا الحي الذي سيكون نموذجا صالحا
لهم، يكتشفون فيه النقص الذي يعيشونه.
قلت:
فأنت تنشر تلاميذك بينهم ليؤدوا عنك رسالتك.
قال:
أجل.. أنا أفعل ذلك.. والحمد لله، قد نجحوا في استنقاذ الكثير، وقد أصبحوا نماذج
طيبة، يمكنها أن تثمر بكل صنوف الثمار بعد فترة قصيرة.
قلت:
فهلا علمتني أسرار الثبات والتطور.. فأنا منذ مدة طويلة أبحث عن معلمها.
قال:
وأنا منذ مدة طويلة أنتظر حضورك.
قلت:
لقد عرفت مجامع أسرار السنن، ومجامع أسرار الأقدار.. فهل لأسرار الثبات والتطور
مجامع تجتمع فيها؟