مشرقا وجهه، ضاحكا سنه، قريرة
عينه، حتى يدخل الجنة)[1]
قال: أجل .. فهذه الفضيلة العظيمة،
تدل على مكانة المعاني التي تحملها السورة، وقد قال فيها بعض العلماء: (لو تدبر الناس هذه السورة، لوسعتهم)[2]
قلت: وقد روي في الحديث أن الرجلين من أصحاب رسول الله a كانا إذا التقيا، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما
على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر[3].
قال: هم يفعلون ذلك، حتى يذكروا أنفسهم بقوانين
الربح والخسارة، والسعادة والشقاء.. فهي وإن تنزلت من السماء إلا أن استقبالها لا يكون
إلا في الأرض.. وبحسب المستقبلين.. مثلما تنشر الأقمار الصناعية قنواتها، ليتفرق
المشاهدون في مشاهدة ما يشاءون منها.
قلت: وعيت هذا.. وقد وضحت سورة العصر ذلك بأخصر
عبارة، فقد ورد فيها قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾ [العصر: 1 - 3]
قال: فما القانون الذي يحدد الربح والخسارة، وهل وضع في
أيدي العباد، أم أنه خارج عن إرادتهم؟
قلت: لقد ذكر القرآن الكريم أن القانون الذي يقي العباد من
الخسارة هو الالتزام بالإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر..
وكلها في متناول يد الإنسان.. بل هي سهلة ويسيرة عليه.