بَيْنِي
وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ (100)﴾ [يوسف: 100]، ثم عقب على هذه البلايا التي مرت به بقوله
عن تمكين الله له: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي
مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾
[يوسف: 101]
قال:
أجل.. فلولا نجاح يوسف عليه السلام في بلائه مع امرأة العزيز، وفي السجن، ما تحول
إلى عزيز مصر.
قلت:
ولكن من الناس من يبتلى بكل أنواع البلاء، ولكن لا يحصل له التمكين.
قال:
هل تقصد الإمام الحسين، ذلك الذي مر به وبأهله أعظم بلاء في التاريخ؟
قلت:
أجل.. وقد كان راضيا به أتم الرضى حتى أنه عندما قتل أمامه ابنه الرّضيع العطشان
لم يجد سوى أن يمد يديه إلى السّماء ويقول: (أرضيت يا رب، خذ حتّى ترضى)
قال:
وهل هناك أحد مكن له أكثر من الإمام الحسين، ألم يخبر رسول الله a أنه سيد شباب أهل الجنة؟
قلت:
بلى.. ولكن ذلك تمكين مرتبط بالجنة، لا بالدنيا.
قال:
بل هو مرتبط بكليهما، فما كان للإمام الحسين أن يكون سيد شباب أهل الجنة لو لم يكن
سيد شباب أهل الدنيا.
قلت:
لم أفهم.. كيف ذلك.
قال:
لم يكن قائد ثورتنا سوى نموذج لتربية الإمام الحسين، كان يحدثنا عنه كثيرا، وكان
يطلق علينا لقب الحسينين.. وكان يعتبر ثورتنا على المستعمر امتدادا للثورة
الحسينية.. لذلك كنا نشعر جميعا أن الحسين هو قائدنا.. ومن العجائب أن اسم حاكمنا
وقائدنا يطابق اسم الحسين.