تولي
الأوقاف والوصايا وحيازة مال الأيتام وتقلد القضاء والحكومة والتقدم به على
الأقران والتسلط به على الأعداء؟)[1]
قال:
وقد ورد في الحديث ما يشير إلى ذلك، فقد روي أن النّبيّ a
آخى بين سلمان وأبي الدّرداء، فزار سلمان أبا الدّرداء، فرأى أمّ الدّرداء متبذّلة
فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدّرداء ليس له حاجة في الدّنيا. فجاء أبو
الدّرداء فصنع له طعاما فقال له: كل. قال: فإنّي صائم. قال: ما أنا بآكل حتّى
تأكل. قال: فأكل. فلمّا كان اللّيل ذهب أبو الدّرداء يقوم. قال: نم. فنام. ثمّ ذهب
يقوم. فقال: نم. فلمّا كان من آخر اللّيل قال سلمان: قم الآن، فصلّيا. فقال له
سلمان: إنّ لربّك عليك حقّا، ولنفسك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، فأعط كلّ ذي حقّ
حقّه. فأتى النّبيّ a فذكر ذلك له فقال له
النّبيّ a: (صدق سلمان)[2]
د ـ سنة العموم:
قلت:
أجل.. فما تشدد أحد في ناحية من النواحي إلا قصر في غيرها.. ولذلك كان الاعتدال
صمام أمان الثبات، كما أنه صمام أمان الدخول في السلم كافة.
قال:
كما أنه صمام أمان العموم.
قلت:
أتقصد الركن الرابع من أركان التغيير؟
قال:
أجل.. فلا يمكن أن يؤثر التغيير ما لم ينتشر بين العوام والخواص، لتصبح الغلبة
له.. وحينها يتحقق نصر الله الذي وعد به عباده حين قال: ﴿إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ
اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ [النصر: 1، 2]