قال:
لم يكن رسول الله a
إلا مبلغا عن الله، ومعرفا بسننه.
قلت:
ولكن الناس الآن يهتمون بسنة اللحية والقميص والعمامة وغيرها.
قال:
ليس ذلك دوري هنا.. ولو كان ذلك دوري ما احتجت إلى السكن في هذه الجبال، واتخاذ
هذه الحراسة.
قلت:
فما السنن الأربعة التي تدعو إليها؟
قال:
المجاهدة، والثبات، والشمول، والعموم.
قلت:
لم أسمع بهذه السنن في حياتي مع كوني قرأت جميع الصحاح والسنن والمسانيد من جميع
المدارس الإسلامية.
قال:
كلها مملوءة بهذه السنن.. لكننا من قوم يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض.
قلت:
فهلا علمتني علومها، وكشفت لي عن أسرارها، وذكرت لي أدلتها؛ فإني لا أحب أن أتناول
من ديني شيئا من غير أن يكون له سند متصل بمصدر الدين ومنبعه.
قال:
لك ذلك.. لكن لن أفعل ذلك.. حتى تأكل من بعض طعامي؛ فلا يصح أن يقدم المضيف لضيفه
كلاما..
أ ـ سنة المجاهدة:
بعد
أن أكلت بعض الطعام الذي قدمه لي، والذي لم أذق مثله في المدينة التي كنت فيها،
سألته عن سر هذا الطعام، وكيف لا يتوفر مثله في المدينة مع أن الأرض واحدة.
قال:
الأرض واحدة..لكن هناك من يعرف كيف يتعامل معها، ويبذل جهده في استصلاحها؛ فلا تملك
إلا أن تجود عليه بثمار جهده.. وهناك من يقصر في ذلك.. والأرض بالوحي الذي أوحي
إليها، لا تخدم إلا من خدمها، ولا تهدي ثمارها إلا من