responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82

ويحسب أنه دائم لا كاشف له.. ويظن اللحظة الحاضرة سرمداً مضروباً عليه؛ فيحبس نفسه بأوهامه في قمقم من هذه اللحظة وما فيها من الشر الواقع به، ولا يتصور أن هناك فرجاً؛ ولا يتوقع من الله تغييراً.. ومن ثم يأكله الجزع، ويمزقه الهلع.

لقد ذكر رسول الله a هذا الصنف الضعيف من الناس، وبين دنو درجتهم وانحطاط همتهم ففي الحديث أنّ رسول اللّه a أتي بمال، فقسمه، فأعطى رجالا وترك رجالا، فبلغه أنّ الّذين ترك عتبوا، فحمد اللّه ثمّ أثنى عليه ثمّ قال: (أمّا بعد فو اللّه إنّي لأعطي الرّجل والّذي أدع أحبّ إليّ من الّذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل اللّه في قلوبهم من الغنى والخير)[1]

وفي حديث آخر ذكر رسول الله a أن من أغراض البلاء تمييز المتجملين بالصبر الجميل عن الجزعين الهلعين، قال a : (إذا أحبّ اللّه قوما ابتلاهم. فمن صبر فله الصّبر ومن جزع فله الجزع)[2]

وأخبر a عن الفتنة التي قدر يجر إليها الجزع، فقال: (لقد كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع، فأخذ سكّينا فحزّ بها يده، فما رقأ الدّم حتّى مات. قال اللّه تعالى: (بادرني عبدي بنفسه، حرّمت عليه الجنّة)[3]

المنع:

قال آخر: وعينا هذا.. فحدثنا عن الركن الثاني من أركان الهلع.. ذلك الذي سمى القرآن المتسم به (منوعا)

قال: إن المنوع هو ذاك الذي ذكره رسول الله a، فقال:( ما آمن بي من بات شبعان


[1] رواه البخاري.

[2] رواه أحمد ورواته ثقات.

[3] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست