وقال:(
تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد،
وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة لانه معالم الحلال والحرام ومنار سبل
أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل
على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما
فيجعلهم في الخير قادة قائمة تقتص آثارهم ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب
الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، ويستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر
وهوامه، وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من
الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، التفكر
فيه يعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من
الحرام، وهو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء)[2]
قام بعض
الطلبة، وقال: لقد حدثتنا ـ شيخنا ـ عن العلم، ورغبتنا فيه.. ولكنا نجد من الكسالى
المقعدين من يرضى من العلم بتكريره.. ولا نراه يحرص على العمل.. وليته يكتفي بذلك..
بل إنه لا يطلب العلم إلا لينال به من الشهرة والجال والمال والدنيا ما لا يناله
أهل الدنيا أنفسهم.