قال: لست وحدي المتألم.. كل من ورث رحمة رسول الله a
ورقة قلبه لابد أن يتألم ويحزن.. ألم تسمع إلى ربك، وهو يقول :﴿ وَلا
يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا
اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ ألا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (آل عمران:176).. وقوله: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ
نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)﴾
(الكهف).. وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ
يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾ (المائدة:41).. وغيرها من الآيات الكثيرة
التي تصور حال رسول الله a.. وهو ينظر إلى
العاصين والمشركين والمنافقين..
قلت: بورك لك
هذه الوراثة.. فأنت تحيي بها سنة تقتل كل حين.
قال: ما
تعني؟
قلت: إني
أعيش مع نفر من الناس يريدون أن يحتكروا الجنة.. وكأنها ضيعة ورثوها عن آبائهم..
فهم يحجبون الخلق عنها بصنوف الحجب.. وهم لا يفرحون بشيء كما يفرحون بتكفير الناس
وتبديعهم وتفسيقهم وتطليق زوجاتهم ودفنهم في غير مقابر المسلمين.
قال: فأخبرهم
بقوله a : ( إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر فقد باء بها
أحدهما إن كان الذي قيل له كافرا فهو كافر وإلا رجع على من قال)[1].. وقوله : ( ما شهد رجل على رجل بكفر إلا باء بها أحدهما إن كان كافرا
فهو كما قال، وإن لم يكن كافرا فقد كفر بتكفيره إياه) [2].. وقوله: ( ما من مسلمين إلا بينهما ستر من الله، فإذا قال أحدهما
لصاحبه هجرا هتك ستر الله، وإذا قال : يا كافر فقد كفر أحدهما)[3].. وقوله : ( إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر