قال: عندما
مثلنا بين يديه في واحته الفيحاء وجدناه مطأطئا رأسه إلى الأرض، وقد رسم عليها
صورة قلب.. ثم ملأه بأنواع كثيرة من العيدان.. فتعجبنا من صنعه هذا، وسألناه عن سر
القلب والعيدان التي تنغرز فيه، فقال: لقد أخبرنا a
أن هذا هو حال قلب ابن آدم إذا لم يثبت في مواجهة أنواع الفتن التي تتربص به.. قال
a: (عرضت الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي
قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير على
قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود
مربداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه)[1]
قلنا: فما
النجاة من ذلك؟
قال: لقد
أخبر a عن ذلك، فقال: (بادروا الأعمال فتناً كقطع الليل
المظلم، يصبح الرجل مؤمناً،ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه
بعرض من الدنيا)[2]
وعن عبد الله
بن عمرو قال: كنا مع رسول الله a في سفر فنزلنا
منزلا، فمنّا من يصلح خباء،ه ومنا من يتنضل، ومنّا من هو في جشرة، إذ نادى منادي
رسول الله a الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله a
فقال: (إنّه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،
وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإنّ أمتّكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء
وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، يرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنه فيقول المؤمن هذه
مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه.. هذه، فمن أحب أن