المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ
محمّدا رسول اللّه. يا محمّد، واللّه ما كان علي الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد
أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ. واللّه ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك
أحبّ الدّين إليّ. واللّه ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ
البلاد إليّ. وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة. فماذا ترى؟ فبشّره رسول اللّه a وأمره أن يعتمر. فلمّا قدم مكّة. قال له قائل: صبوت. قال: لا. ولكن
أسلمت مع محمّد رسول اللّه a. ولا واللّه لا
يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النّبيّ a)[1]
وحدثنا أنّ
أعرابيا بال في المسجد فثار إليه النّاس ليقعوا به، فقال لهم رسول اللّه a:
(دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم
تبعثوا معسّرين)[2]
***
بعد أن قرأ
علينا أبو حنيفة هذه النصوص المقدسة سألناه عن الجامع بينها، فقال: هذه النصوص
المقدسة جميعا تحث على الرفق واللين وتعتبرهما من أركان الأخلاق الكبرى.. فلا يمكن
لصاحب الخلق الحسن أن يكون كذلك إلا إذا كان لينا هينا سهلا رفيقا.
قلنا: فما
السبيل إليه؟
قال: لقد
ذكره رسول الله a.. ففي الحديث أن رجلا شكا إلى
رسول اللّه a قسوة قلبه، فقال له: (إن أردت تليين قلبك فأطعم
المسكين، وامسح رأس اليتيم)[3]