قلنا: هذه
الآية الكريمة تتحدث عن العقود بين الخلق.. فكيف أدرجتها هنا؟
قال: وهل
يكون الوفاء مع التاجر والأجير والمكاري أعلى درجة من الوفاء مع الله؟
لقد فهم
الربانيون من الآيات الحاضة على وجوب الوفاء بالعقود أن أول العقود هو العقد الذي
يجريه العبد مع ربه، قال تعالى:﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ
الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ
حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)﴾ (المائدة)
فالعقود التي
يجب الوفاء بها لا تتوقف على عقود البيع والشراء، بل تعم جميع العقود التي يعقدها
العبد مع ربه، عن ابن عباس قال: (العهود ما أحل اللّه وما حرم، وما فرض وما حد في
القرآن كله، ولا تغدروا ولا تنكثوا)
ولهذا كتب
رسول اللّه a كتاباً لعمرو ابن حزم، حين بعثه إلى اليمن يفقه
أهلها ويعلمهم السنّة، ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتاباً وعهداً، وأمره فيه بأمره،
فكتب: (بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا
بِالْعُقُودِ..(1)﴾ (المائدة) عهد من محمد رسول اللّه a
لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن، أمره بتقوى اللّه في أمره كلهن فإن اللّه مع
الذين اتقوا والذين هم محسنون)[1]
ومما يبين
خطورة هذه المعاهدات ووجوب الوفاء بها تأكيد القرآن الكريم على أن