قلت: عرفت السر الأول من أسرار الإنسان.. فما السر الثاني؟
قال: قوته..
قلت: عجبا..
لقد أقنعتني بضعفه وعجزه.. فكيف يستقيم هذا مع قوته.. ألا ترى أن هناك تناقضا
بينهما؟
قال: أرى
تكاملا بينهما لا تناقضا.
قلت: كيف
ذلك؟
قال: لقد خلق
الله الإنسان مملوءا بالضعف.. ولذلك زوده بأنواع من القوى يستطيع أن يخرج بها من
ضعفه ليمارس الوظيفة التي كلفه الله بها.. فلا يمكن أن تؤدى الوظائف إلا من
الأقوياء..
انظر..إن موسى u ما استطاع أن
يحسن إلى المرأتين، ويقوم بالواجب الذي تمليه المروؤة نحوهما لولا أنه كان قويا..
قال تعالى يذكر ذلك:﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ
خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)﴾ (القصص)
والله تعالى
أمر يحي u بأن يأخذ الكتاب بقوة.. قال تعالى :﴿ يَا
يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)﴾
(مريم)
وأمر موسى u
أن يأخذ الكتاب بقوة.. قال تعالى :﴿ َكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ
وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ
(145)﴾ (الأعراف)
وأمر بني
إسرائيل بأن يأخذوا الكتاب بقوة، قال تعالى :﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ
وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)﴾ (البقرة)