بعد أن أجرى الطبيب
فحوصاته التفت إلينا، وقال: آسف.. ليس هناك من أمل.. لقد امتد الحريق إلى فؤاده..
ولا يمكن لأي طبيب في الدنيا أن يعالج حريقا وصل إلى الفؤاد..
قلت: فقد مات
الرجل إذن؟
قال: أجل..
ومن عجائب الأقدار أن موسى هو الذي ورث قارون.. فلم يكن له وارث إلا أخاه..
لقد تحول
القصر في ذلك المساء إلى موسى.. وقد عجبت إذ أن القارئ الذي جاء يقرأ القرآن تلك
الليلة ـ كما تعود الناس أن يفعلوا مع موتاهم ـ كان أول ما بدأ به سورة الهمزة..
كانت دموع
كثيرة حارة ترسم خطوطها على وجنتي موسى.. قام بعدها، وقال: أيها الجمع الكريم..
أشهدكم بأن هذا القصر بما فيه.. وأن جميع الأموال التي ورثتها من أخي.. قد وهبتها
لليتامى والمستضعفين..
قد جعلتها
جميعا وقفا لله.. وأرجو من الله العلي القدير.. الكريم الغفور.. أن يمنح أخي من
مغفرته وعفوه، فهو الغفور الرحيم.