قلت: لو حوى السجن من أساليب التعذيب ما يقهر نفسه لتاب من
جرائمه.
قال: فأنا أفعل هذا معه.
قلت: ألك علاقة بالشرطة؟
قال: لي علاقة بالشرطة الإلهية.. فأنا كما ذكرت لك من المخابرات
الإلهية.. لا من المخابرات الأرضية.
قلت: صرح، فأنا لا أطيق فهم التلميح.
قال: إن هذا الرجل الذي برمجت نفسه على الخوف من الألم، والحرص
على الراحة والسعادة.. أطرق نفسه من هذه الأبواب لأخرجه من ظلمات نفسه إلى نور
الإيمان والحكمة.
قلت: كيف؟
قال: بالموعظة الحسنة.
قلت: فما الموعظة الحسنة.. وما ضوابطها.. وما سنة رسول الله a فيها؟
قال: لن أجيبك أنا عن هذا.. فأنا الحكيم ولست الواعظ.. ولا
ينبغي لي أن أتحدث خارج تخصصي.
قلت: فمن يجيبني؟
قال: إن علم الله صدقك، فسيرسل لك من يعلمك الموعظة، كما أرسل
لك من يعلمك الحكمة[1].
الحوار:
رأيت في المرتبة الثالثة من مراتب
الأساليب (مرتبة الحوار)، فقلت له: لقد ذكر القرآن (الجدل)، فكيف وضعت أنت
(الحوار)؟
[1] سنتحدث
عن الموعظة في فصل (الواعظ) من هذه الرسالة.