قال: من العلوم الضرورية للدعاة أن يعرفوا كيف يتخلصوا.. وإلا
فسيكونون حجابا لا دعاة.
قلت: التخلص يحتاج إلى الحيلة.. والمسلم أشرف من أن ينزل إلى حضيض
الاحتيال.
قال: حيلة أهل الحق ليست بالكذب ولا التزوير.. إنها حيلة تحاول أن
تتسلل إلى القلوب لتطهرها من رجسها وتدلها على ربها.. وهي لا تجد لذلك من سبيل إلا
الصدق.. فلا يمكن أن تكون النجاة في غيره.
الحكمة:
فتحت الدفتر، فوجدت أول كلمة فيه (الحكمة)، فقلت: أليست كل هذه
الدفاتر تبحث في الحكمة؟
قال: بلى..
قلت: فكيف يتحول الكل جزءا؟
قال: الحكمة نوعان: حكمة في المنهج.. وهي الكل الذي تنضم حوله كل ما
رأيته من أجزاء.. وحكمة في الأسلوب.. وهو ما وضعت مراتبه هنا.
قلت: فما دليلك عليه؟
قال: الآية التي أذنت لي في أن أبحث في هذا..
قلت: الآية التي زينت بها مدخل الكتاب؟
قال: كتاب الله أعظم من أن نختصره في التزيين.. إن كل آية من كتاب
الله بحر من بحار العلم .. ولا خير في علم لم يزين مدخله بكلام ربه.