قال ديدات: عرفنا هذا.. وعرفنا أهميته.. ونحن نرى الدول الكبرى تسوق
أفكارها ومشاريعها عبر هذه الوسيلة.. فحدثنا عن وسيلة أخرى.
قال الشعراوي: الكتابة الأدبية من شعر وقصة ومقالة.. وغيرها.. فإن
لهذه الكتابات جمهورا غفيرا.. ومن العجب أن نرى هذا النوع من الوسائل لا يهجم عليه
إلا من لا علاقه له بالدين، ولا علاقة للدين به.
قال شكيب: صدقت.. لقد تركنا هذه الثغرة الخطيرة، فشوه الدين بسببها،
وانحرف الناس، لأنهم لا يجدون من الروايات إلا ما يغذي غرائزهم، ويملأ نفوسهم
بالشهوات.
قال الشعراوي: لقد ظللت دهرا من عمري أحلم بأن أبشر بالإسلام عن طريق
رواية أكتبها.. لا يقرؤها قارئ إلا ويخرج ممتلئا بحب الإسلام، ونبي الإسلام.. ولكن
الله لم ييسر ذلك لي إلى هذا الحين.. وعسى الله أن يأتي ـ بفضله ـ من الورثة من
يفتح الله عليه في هذا.
قال ديدات: فحدثنا عن وسيلة أخرى.
قال الشعراوي: الأناشيد والأغاني والرسوم وكل الفنون الجميلة.. تلك
التي استأثر بها أتباع الهوى لينحرفوا بالنفوس عن رب العالمين.
قال شكيب: ولكن الفقهاء.. أنت تعرف موقفهم؟
قال الشعراوي: ليس كل الفقهاء يقول ما يقول المتزمتون المنفرون..
يوشك أن ينفر الناس من أولئك الفقهاء، ومن فتاوى الضلال التي ينشرونها ليمنعوا
الناس من الدخول في دين الله أفواجا.
قال ديدات: فحدثنا عن وسيلة أخرى.
قال الشعراوي: هذه التي يسمونها الشبكة العنكبوتية، تلك التي تصلنا
بكل دار، بل بكل شخص.. إنها فتح من الله.. وإن الله تعالى برحمته سلم إلينا مفاتيح
العالم لنفتحها بهذه الوسيلة.