اجتمعوا حوله.. وراحوا يتناجون فيما
بينهم، ولم أسمع من حديثهم إلا ما سبق أن ذكرته لك من الأسماء التي كنت قد عرفتها
ومررت على أهلها.
البلاغ
لم يلبثوا في اجتماعهم إلا قليلا، ثم انفضوا، كل إلى مجلسه الذي كان
فيه، ولم يمكثوا إلا قليلا، حتى صاح الشعراوي قائلا: نعم ما ذكرتم.. فلا بد من كل
ما ذكرتم.. ولكن ذلك لا يكفي..
قد نظهر بين الناس أمة موحدة تمتلئ بالعدل والأمانة، وتملئ أرضها
بالعمران والحضارة.. ولكنا مع ذلك لن نكون أمة رسالة ولا أمة شهادة حتى نبلغ ما
أمرنا بتبليغه.. فلن يعرف الناس رب العالمين، ولا دين رب العالمين، ولا نبي رب
العالمين حتى نبلغهم ذلك.
قال إقبال: ذلك صحيح.. وهو سنة رسول الله a.. فقد كان أول ما فعله رسول الله a بعد أن أسس أول مدينة للإسلام، وحماها
من كيد أعدائها أن أرسل الكتب مع أصحابه إلى ملوك الآفاق وغيرهم يدعوهم إلى الله عزّ وجلّ،
وإلى الدخول في الإِسلام.
قال الشعراوي: إن شئتم حدثتكم من ذلك ما تقر به أعينكم.
قال ديدات: حدثنا.. فلا يمكن أن نذكر خطة من غير أن نستن فيها بسنة
النبي a الهادي a.
قال الشعراوي: لقد ورد في الحديث أن رسول الله a كتب قبل موته إلى كسرى، وقيصر، وإِلى
النَّجاشي، وإِلى كلِّ جبَّار عنيد يدعوهم إلى الله عزّ وجلّ، وليس بالنجاشي الذي
صلَّى عليه[1].