رسول الله a،
فجاءه ليشهده على صدقتي، فقال: (أكل ولدك نحلت مثله؟) قال: لا. قال: (اتقوا الله،
واعدلوا في أولادكم)، وقال:(إني لا أشهد على جَوْر) قال: فرجع أبي، فرد تلك الصدقة[1].
قال الكواكبي: إن هذا يدعو المسلمين إلى تبني جميع ما يطلبه الأطفال
وغيرهم من المستضعفين من حقوق.. فمن العار أن نجد من يتولى مثل هذا من لا علاقة
لهم بالإسلام، ثم يجدون من فقهاء المسلمين المتزمتين من يمدهم بما يحاربون به
الدين، ويمنعون هؤلاء الطبقات من الدخول في دين الله أفواجا.
قال القمي: فاكتبوا إلى سحنون وجميع مفتي الأمصار الإسلامية، بأن لا
يفتوا إلا بما تقتضيه العدالة التي جاء بها القرآن الكريم وبشر بها رسول الله a..
قال الشعراوي: وقد ورد في النصوص الأمر بالعدالة بين الأقارب.. ولهذا
ـ كان من حكمة الله ـ أن تولى قسمة المواريث بنفسه حتى لا يقع فيها أي جور أو ظلم.
***
بقيت هذه الثلة الطيبة من الورثة تستعرض أحكام الشرع وعلاقتها
بالعدل، ثم تقرر القرارات المختلفة بناء على ذلك.. وأنا أتعجب كل حين يذكر فيه سحنون
أو غيره ممن كنت لاقيتهم.
ولم أعلم سر ذلك إلى أن أعلمني صاحبي إلى أن لجميع من مررت بهم من
الهداة علاقة بهذه الغرفة.. فهذه الغرفة هي غرفة العمليات التي تصدر منها جميع
القرارات والأحكام المورورثة عن النبي الهادي.