قال: بورك فيك.. أجل.. فهذ الحديث يدل على أنه إذا سقط من عُرِفَ عنه
التُّقى، أو الوجاهة، في زلة أن يُعفى عنه، ويُغض الطرف عن زلته..
قلت: لقد ذكرتني بما ورد من إكرام رسول الله a عدي بن حاتم الطائي لما قدم إليه.. فقد
قدم له وسادة إكراماً له، فهو ابن كريم مشهور[1].
قال: الأمثلة في هذا أكثر من أن تنحصر.. وقد أشار إلى قاعدتها وقاعدة
هذا الباب جميعا قوله a:(أنزلوا
الناس منازلهم)[2]
الحاجات:
قلت: وعيت ما ذكرته في الخانة الرابعة.. فما (الحاجات) التي وضعتها
في الخانة الخامسة؟
قال: كما أن البشر يختلفون في طباعهم التي طبعوا عليها، ويختلفون في
قدراتهم، ويختلفون في توجهاتهم، ويختلفون في أحوالهم، يختلفون كذلك في الحاجات
التي تعرض لهم..
وليس من الحكمة أن يتجاهل الحكيم تلك الحاجات أثناء خطابه لهم..
قلت: ما هذه الحاجات؟
قال: الحاجات كثيرة.. فقد يكون المخاطب مريضا يحتاج إلى العلاج.. وقد
يكون جائعا محتاجا إلى طعام.. وقد يكون ظمآن.. وهكذا.. ومما يدل على هذا أن النبي a كان يأمر الأئمة أن يخففوا من الصلاة،
معللاً ذلك بقوله:(أيها الناس إنكم منفرون، فمن صلّى