قال شكيب[1]: صدقت.. لقد جاء محمد a بهذا الدين رسولا إلى الناس جميعاً،
وكان من أبرز مبادئه التسوية بين جميع الشعوب، وعدم الاعتراف بالفروق التي ألف
الناس أن يعترفوا بها، ويتعاملوا على أساسها، وكانت بعثته a في وقت بلغت فيه العصبيات أوجها، فكانت
كل أمة تعتز بنفسها، وتعتد بما عندها، وتعتبر جنسها هو خير الأجناس، وكان العرب
أنفسهم منقسمين قبائل وأفخاذاً وبطوناً، وكل قبيلة تعتقد أنها خير القبائل، وتحتفظ
بأنسابها، ولا تختلط بغيرها، حتى كان منهم قبائل لا تُصهر إلى غيرها، ولا يصهر
غيرها إليها، وسمّوا أنفسهم (بالجَمَرات) تشبيها بالنار التي تتقى، ولا يجرؤ أحد
على مسها.
فلما جاء رسول الله a هدم
ذلك كله، ونادى فيهم بقول ربه:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
[1] انظر:
مقالا بعنوان (المسلمون أمة واحدة)، محمد علي علوبه باشا (رئيس جماعة التقريب)
مجلة رسالة الإسلام، العدد الأول، بتصرف.