خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)، ثم كان تصرفه a في سياسة المؤمنين مبنياً على هذا
المبدأ السامي: مبدأ إهدار العصبيات، وهدم عوامل التفرق والتقاطع حتى ألف الله به
بين جميع القلوب، وبنى من هذه اللبنات المفككة صرحاً قوياً متماسكا استندت اليه
دعوة الحق، واحتمى به الإسلام وهو ناشئ غض، حتى جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس
في دين الله أفواجاً.
قاطعه الشعراوي، والسرور باد على وجهه، وهو يقول، وبيده مصحفه الصغير
يقرأ منه: انظروا.. إن هذه الآية التي تبين نعمة الله على المؤمنين بالتآليف
والتآخي عقبت بهذه الآية التي تأمر بأداء ما تتطلبه الشهادة من الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.. اسمعوا.. قال تعالى:﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (آل عمران: 104)