إلى الله، وهي رحلة البحث عن الله.. وثانيها: سير الإنسان من الله في الله،
بحثا عن معرفة الله.. وثالثها: سير الإنسان مع الله إلى خلق الله..
ورابعها: سير الإنسان مع الله بين خلق الله، لإنقاذ خلق الله.
قلت: فأي سير منها يحقق الشهادة التي هي وظيفة الأمة؟
قال: هي المرحلة الأخيرة من سير السالكين.. وهي رحلتهم لإنقاذ خلق
الله من عبودية الشيطان.
قلت: ولكن هذه وظيفة الحاكم لا وظيفة الداعية.. فالحاكم هو الذي يسير
الجيوش التي تفتح أقطار الأرض، وتجعلها بأيدي المسلمين.
قال: لا.. ليست هذه هي الشهادة.. الشهادة أخطر من هذا.. والحاكم
الصالح لا يبحث عن الاستيلاء على الأراضي، وإنما يبحث عن الاستيلاء على العقول
والقلوب.
قلت: أجل.. فقد نصت النصوص القطعية على حرية الاعتقاد والتعبد، فلكل
ذي دين دينه ومذهبه، لا يُجبر على تركه إلى غيره، ولا يُضغط عليه ليتحول منه إلى
الإسلام.
والقرآن الكريم يخبرنا أن دور المؤمن هو الدعوة لا السيطرة على من
يدعوه أو إكراهه، قال تعالى:﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ
عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾ (عبس:21)
وهو يخبرنا أن الإيمان والكفر حرية شخصية تتبع مشيئة صاحبها لا
الإلزام الخارجي، قال تعالى:﴿ وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ
فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا
أ