قال: عندما تصرفون وجوه الناس إليكم بصرف
وجه الشريعة عنكم.
قالوا: كيف ذلك؟
قال: عندما تقدمون رضا الناس على رضا
الله، وتخافون سخط الناس، ولا تخافون سخط الله.
الرفق:
قالوا: فحدثنا عن الركن الثالث.
قال: لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا
الركن في قوله تعالى:﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ (البقرة: 185)، وقوله تعالى:﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (المائدة: 6)، وقوله تعالى:﴿
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً﴾ (النساء:28)
وأشار إليه رسول الله a في قوله:(إن الدين يسر ولن يشاد
الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا)[1]، وقوله:(إني لأخشاكم لله
وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس
مني)[2]، وقوله:(هلك المتنطعون) قالها
ثلاثا[3]، وقوله:(لا تشددوا على أنفسكم
يشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في
الصوامع والديار ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا
عَلَيْهِمْ ﴾ (الحديد: