responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 394

قلت: بورك فيك، ويشرفني أن يؤاخيني رجل مثلك.. ولكني أسألك عن سر توجيه هذه الموعظة بالذات لي.. لم لم تعظني بالتصدق مثلا.. أو بالصلاة.. أو بغيرها.. فأمور الدين كثيرة لا يمكن حصرها.. فلم خصصت من بينها ما خصصت؟

قال: لسببين..

نظرت إليه، والابتسامة تملأ فمي، وأنا أقول: فما أولهما؟

قال: أولهما أني دللتك على ثمرة المواعظ وغاياتها.. فالمواعظ المثمرة هي التي تدلك على العمل الصالح، وتثير همتك إليه.. ولا يمكن أن يكون العمل صالحا إلا إذا كان وفق ما يقتضيه العلم.. ولا يمكن أن تتعلم ما لم تسأل.

قلت: عرفت الأول.. وبورك فيك.. فما الثاني؟

قال: لقد شرفني الله، فصحبت بعض ورثة رسول الله a في هذا الباب.. باب الفتيا.. وقد صار لي فيه نوع من الفراسة.. وقد رأيت في وجهك ما أنبأني بحاجتك إلى حل بعض المعضلات، وإزالة بعض المشكلات.. فتقدمت إليك بما تقدمت.

قلت: أصابت فراستك، ولم تخطئ.. فمن هذا الوارث الذي تنصحني بأن أقصده لحل ما خطر على بالي..

قال: لا يفتى وسحنون[1] في القيروان..


[1] نشير به إلى القاضي الفقيه المالكي الكبير عبد السلام بن سعيد بن حبيب، أبو سعيد التنوخي، الملقب بسحنون (160ـ 240هـ، 777 ـ 854م)، ولد بالقيروان وأصله من الشام، قرأ على عبدالرحمن بن القاسم تلميذ الإمام مالك وغيره، انتهت إليه رياسة العلم في المغرب، كان زاهدًا لا يهاب سلطانًا في الحق، وكان رفيع القدر عفيفًا أبي النفس، ولي قضاء القيروان إلى أن مات، وكان يقول: قبح الله الفقر أدركنا مالكًا وقرأنا على ابن القاسم. يريد أن الفقر منعه الرحلة إلى المدينة ليأخذ عن الإمام مالك، حصل له من التلاميذ ما لم يحصل لأحد من أصحاب الإمام مالك، وهو الذي نشر علم مالك بالمغرب. ومن أشهر آثاره كتاب المُدَوَّنة الذي صنفه في مذهب الإمام مالك.. وقد اخترناه في هذا الفصل ممثلا للفقيه المفتي.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست