responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 395

قلت: من هذا السحنون[1] الذي تدعي له ما تدعي؟

قال: إنه حامل مشعل الهداية الذي يجيب عن كل سؤال، ويحل كل إشكال، ويرفع كل معضلة، ويزيل كل مشكلة.

صحت: ذاك من أبحث عنه.. لقد أخبرني معلم الهداية أني لا أنال الفم الثامن من أفواه الهداية إلا عند من ذكرت.

قال: فهيا بنا إليه إذن.. فقد قال رسول الله a:(الدال على الخير كفاعله)[2]

قلت: سأسير معك.. ولكني لن أسأله عن أي مسألة مما خطر على بالي حتى أستوثق من كونه وارثا للنبي a في هذا الباب.

قال: صدقت في هذا.. فما أكثر الأدعياء.. وقد قال رسول الله a:(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فافتوا بغير علمٍ، فضلوا وأضلوا)[3]

قلت: إن وارث هذا الفن من فنون الهداية لا ينبغي إلا أن يكون عالما.. فلا يمكن أن يفتي الجاهل.. فهل ترى سحنونا كذلك؟

قال: أجل.. ولولا ذلك ما تصدى للإفتاء.. لقد أخذ العلم عن أهل المشرق وأهل المغرب.. بل لم يدع محلا من المحال فيه علم من العلوم إلا قصده.. لقد شهد له..

قاطعته قائلا: لا يكفي أن يكون المرء عالما حتى يستحق هذا المنصب الجليل، فقد يكون عالما، ولكن الدنيا تجذبه بحبالها، فلا يفتي بما يمليه علمه، بل يفتي بما يمليه هواه.

قال: كلهم قد تجذبه الدنيا غير سحنون.. لقد بلغ من العمر ثمانين سنة.. وهو لا يزال


[1] نقل في المدارك عن بعض شيوخ إفريقية، أنه قال: سمي سحنون باسم طائر حديد لحدّته في المسائل.

[2] رواه أحمد وأبو يعلى.

[3] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست