من إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء
حبالة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المأكل مال
اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى
موضع أربعة أذرع، والأمر إلى الآخرة، وملاك العمل خواتيمه، وشر الروايا روايا
الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية
الله عز وجل، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأل على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر له، ومن
يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن
يبتغ السمعة يسمع الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله، اللهم
اغفر لي ولأمتي - قالها ثلاثا - ثم قال: أستغفر الله لي ولكم)[1]
ثم مررنا على خطباء كثيرين كل منهم يردد
الخطب المختلفة التي قالها رسول الله a في مواطن الشدة التي مر بها، سألت الفاسي عن سر هذه الخطب الكثيرة،
وكيفية تعاملهم معها، فقال: هذه الخطب هي زادنا، وهي طريقنا إلى الناس، وهي في نفس
الوقت حصننا ضد هؤلاء المصارعين الذين جاءوا بأحقادهم ليملأوا حياتنا ضيقا وضنكا.
قلت: فكيف كانت زادا لكم؟
قال: إن هذه الخطب تذكرنا بالآلام
العظيمة التي مر بها رسول الله a
وأصحابه، وتذكرنا بالهمم التي كانوا يحملونها في ظل تلك الآلام.. ولهذا نحن نتزود
من تلك الهمم ما نرفع به هممنا.
قلت: فكيف كانت طريقكم إلى الناس؟
قال: الناس يختلفون في كل شيء إلا في
نبيهم a.. فلذلك لا يعون شيئا كما يعون
حديثه.. ونحن نستثمر ذلك في توعيتهم وتربيتهم وملأ قلوبهم بأنوار الهداية.