تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل
فهو بخير النظرين، إما أن يفدى، وإما أن يقتل)[1]
وردد خطبته a في ذلك اليوم حين وقف على باب الكعبة يقول:(لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل
مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو موضوع تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت، وسقاية الحاج،
ألا وقتيل الخطأ شبه العمد، بالسوط والعصا، ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل
أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش: إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية
وتعظامها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، ثم تلا a هذه الآية:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات:13)، يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا:
خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال a:(اذهبوا فأنتم الطلقاء)[2]
وسمعنا آخر يردد خطبته a في غزوة تبوك، والتي جاء فيها:(أيها
الناس، أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل
ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد a، وأشرف
الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها،
وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد
الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدي ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد
العيا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر
الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا، ومنهم من
لا يذكر الله إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير
الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل، وخير ما وقر في القلوب اليقين، والارتياب
من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جثى جهنم، والكنز كي من النار، والشعر