قلت: فحدثني عما ورد عن رسول الله a من الحث على التقوى، والترغيب فيها.
قال: من ذلك قوله a: (لا
يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس بهذ حذراً لما به بأسُ)[1]
وقال a: ( من سرَّه أن يكون أكرم الناس فليتقِ
اللهَ)[2]
وقال a: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا
تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، المسلم أخو
المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا، التقوى ههنا ـ ويشير إلى صدره
ـ بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمه وعرضه
وماله)[3]
وسئل رسول الله a عن
أفضل الناس فقال: (التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد)[4]
وعن أبي ذر قال: جعل رسول الله a يتلو هذه الآية:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)﴾(الطلاق)، فجعل يرددها حتى تعب فقال:
يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم)[5]
قلت: عرفت كل هذا ووعيته.. لكني أتساءل عن سر كل هذا الفضل الذي
أولته هذه التعاليم المقدسة للتقوى.
قال: لأن التقوى هي الزمام الذي تزم به النفس، والحصن الذي تحتمي به
من المعاصي.. ومن حصل التقوى فقد حصل على الملكة التي تملؤه بكل خير، وتفرغه من كل