responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 324

حجبتهم حقائق الأزل والأبد عن الزمان والمكان.. فانطوى المكان والزمان.

قلت: أشعر ببعض لطائفي تتحرك لما ذكرته من المعاني.

قال: أبشر.. فأنت أهل للسلوك إذن.. فلا يقبل السالك عندنا حتى يكون مريدا راغبا.. ألا ترى أنا نسمي أصحابنا مريدين؟

قلت: بلى.. وأنا مستغرب من هذه التسمية متعجب منها.. بل رأيت البعض ينكرها.

قال: هل ينكرون قوله تعالى:﴿ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنعام:52).. وقوله تعالى:﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ (الكهف:28)؟

قلت: كيف يتجرأ أحد على معارضة القرآن الكريم؟

قال: فما نذكره عن المريد لا نريد به إلا هذا.. فالمريد عندنا ليس إلا الراغب في الله المشتاق إلى الله، من أنساه الله كل ما سواه.

قال الكرماني: لقد حدثني النباحي قال: طمعت يوماً في شيء من أمور الدنيا فحملتني عيناي ونمت فسمعت هاتفاً في منامي وهو يقول: (أويجمل يا فتى بالحر المريد إذا وجد عند مولاه كل ما يريد أن يركن بقلبه إلى العبيد؟)

قال الجنيد: قال لي السري السقطي: (للمريد عشر مقامات، التحبب إلى الله بالنافلة، والتزين عنده بنصيحة الأمة، والأنس بكلام الله، والصبر على أحكامه، والأثرة لأمره، والحياء من نظره، وبذل المجهود في محبوبه، والرضاء بالقلة، والقناعة بالخمول)

قلت: إن كلامكم يملأ قلبي بأشواق غريبة.

قال: فهلم لتصحبنا.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست