ثم أشار إلى الثاني، وقال: أما هذا، فشاه الكرماني، وهو كجده
أبي الفوارس الكرماني شاه بن شجاع، ذلك الذي تعرى من الأغراض، تحرزاً من الأعراض،
كان من أبناء الملوك، وتشمر للسلوك، تخفف للاستباق، متحققاً بالاشتياق، كان ظريفاً
في الفتوة، عريفاً في المروءة..
ثم أشار إلى الثالث، وقال: أما هذا، فأبو هاشم الزاهد، وهو كجده
أبي هاشم كان إلى الحق وافداً، وعن الخلق حائداً، وفيما سوى الحق زاهداً.
ثم أشار إلى الرابع، وقال: أما هذا، فأحمد بن محمد بن عطاء، وقد
كان كجده أبي العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء، ذلك العامل الظريف والكامل
النظيف، كان مودع القرآن شعاره، وظاهر البيان دثاره، له اللسان المبسوط والبيان
بالحق مربوط..
ثم أشار إلى الخامس، وقال: أما هذا فرويم بن أحمد، وهو كجده أبي
الحسن رويم بن أحمد.. ذاك الفطن المكين، له البيان والتبيين، والرأي المتين، كان
بالقرآن عالما، وبالمعاني عارفا، وإلى الحقائق عاكفا، قلد بفصل الخطاب، ولم تؤثر
فيه العلل والأسباب.
ثم أشار إلى السادس، وقال: أما هذا، فإبراهيم الخواص، وهو كجده
أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الخواص.. ذاك المتبتل المتوكل، تبتل عن الخلق وتوكل على
الحق، له في التوكل الحال المشهور والذكر المنشور.
ثم أشار إلى السابع، وقال: أما هذا فأبو يزيد البسطامي.. وهو
كجده أبي يزيد.. ذلك التائه الوحيد، الهائم الفريد، الذي تاه فغاب، وهام فآب، غاب
عن المحدودات إلى موجد المحسوسات والمعدومات، فارق الخلق، ووافق الحق.
[1] هذه
التعريفات التي نوردها في بداية ذكر أسماء هؤلاء الأولياء مقتبسة من كلام أبي نعيم
في حلية الأولياء.