responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 319

العباس المرسي:(كلام المأذون له يخرج وعليه كسوة وطلاوة، وكلام الذي لم يؤذن له يخرج مكسوف الأنوار، حتى إن الرجلين ليتكلمان بالحقيقة الواحدة، فتقبل من أحدهما، وترد على الآخر)

وعبر عن ذلك سيدي ابن عطاء الله في بعض حكمه، فقال:(كل كلام يبرز، وعليه كسوة القلب الذي منه برز)

قال آخر: لقد اتفق العارفون على أن الكلام إذا خرج من القلب وقع في القلب، وإذا خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان.. واتفقوا على أن إنهاض الحال أكثر من إنهاض المقال.. وإذا اجتمع الحال والمقال فهو البحر الطام والنجم الثاقب التام.

قلت: لم أفهم الإذن.. الدعوة إلى الله واجب مطلقا.. فكيف تحتاج إلى إذن؟

قال أحدهم: ألم تسمع قوله تعالى في وصف رسول الله a:﴿ وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً﴾ (الأحزاب:46)؟

قلت: بلى..

قال: فهذه مرتبة من مراتب الدعوة إلى الله.. وهي أشرف المراتب وأعلاها.. ومن تحققت له، فقد ظفر بالإكسير الأحمر الذي يحول به معادن من يصلحهم إلى جواهر كريمة لا تستطيع جميع أدناس الدنيا أن تنجسها.

قلت: لقد سمعت في فترة من فترات عمري بعض من يدعي هذا.. لكني صرفت عنه، وأنا أمتلئ ضحكا.. لقد رأيته ينصب الفاعل، ويرفع المفعول.. فقلت في نفسي: إن من لم يؤتمن على الفاعل والمفعول كيف يؤتمن على دين الله وعلى ما يدعيه.

قال أحدهم: العبرة عند أهل الله بالمعاني لا بالأواني..

قال آخر: لقد ذكرتني ببعض النحويين دخل مجلس الحسن بن سمعون ليسمع كلامه، فوجده يلحن، فانصرف ذاما له، فبلغ ذلك الحسن، فكتب يقول له:(إنك من كثرة الإعجاب

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست