responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 313

وإذا احتج به من لم يدخر شيئا لغد، احتج به من يدخر لأهله قوت سنة.

وإذا احتج به من يأكل الخشن من القوت والأدم كخبز الشعير والخل، احتج به من يأكل اللذيذ الطيب كالشوي والحلوى والفاكهة والبطيخ ونحوه.

وإذا احتج به من سرد الصوم، احتج به من سرد الفطر، فكان يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم.

وإذا احتج به من ترك مباشرة أسباب المعيشة بنفسه، احتج به من باشرها بنفسه فآجر واستأجر، وباع واشترى، واستسلف وأدان ورهن.

وإذا احتج به من رحم أهل المعاصي بالقدر، احتج به من أقام عليهم حدود الله فقطع السارق وجلد الشارب.

وإذا احتج به من أرباب الحكم بالظاهر، احتج به من أرباب السياسة العادلة المبنية على القرائن الظاهرة، فإنه حبس في تهمة وعاقب في تهمة.

ولذلك كله استطاع a أن يؤثر في نفوس أصحابه ويحتويها ليعجنها بما يرضي الله، ويبلغها كمالها المستطاع.

قلت: وعيت كل هذا.. فما سره؟.. وما سر تلك النصوص الكثيرة التي تحدث عن كل حركة من حركاته a؟

قال: سرها هو أن النبي a كان يعيش معهم كواحد منهم.. فلم يكن في حياته يتميز بشيء عنهم.. لقد كان من سنته a مخالطة أصحابه ومشاركته في حياتهم الحلو منها والمر، وكان يربيهم خلال تلك المشاركة بفعله قبل أن يربيهم بقوله.

سأذكر لك هنا موقفا اعتاد العلماء نقله من باب إثبات المعجزات الحسية المتعلقة بتكثير الطعام، ولكني سأذكره هنا لنرى المعجزة التربوية في شخص رسول الله a، فالرسول a هومعجزة الحديث لا كثرة الطعام:

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست