وذكر الصناعات المرتبطة بالنقل، فقال تعالى:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ
وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل:8)، وقال تعالى:﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ (هود:37)، وقال تعالى:﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ (المؤمنون:22)
بل إن القرآن الكريم دعانا إلى بذل كل الجهود لتحصيل جميع أنواع القوى،
ويدخل فيها هذا النوع من أنواع القوى، قوة الصناعة والسياسة، فقال تعالى:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ
اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (لأنفال:
60)
***
التفت صاحبي إلى، وقال: هذه بعض حكايتي مع ورثة النبي المعلم.
قلت: إن هؤلاء ورثة عظماء.
قال: ولم يكونوا عظماء لولا استنانهم بسنة نبيهم a.. لقد كان رسول الله a هو معلمهم ومؤدبهم وحادي أرواحهم، ومثقف
عقولهم.
قلت: صدقت في ذلك.. فلا أراهم يفعلون شيئا إلا الاهتداء بهديه، والسير
على قدمه.
قال: ولذلك بورك لهم في علمهم.. فصار علمهم كأقواتهم.. يتناولون منه
كما يتناولون منها.
***
ما استتم صاحبي حديثه هذا حتى وجدنا أنفسنا قد قطعنا المرحلة الرابعة
من الطريق من