قال: من علوم الأسماء ما هو علوم صنائع.. فلا يمكن للإنسان أن
ينزل إلى الأرض من دون أن تكون لديه مفاتيح التعامل مع برها وبحرها، وريحها
ورياحها.
قلت: أفي القرآن الكريم إشارة إلى هذا النوع من العلوم؟
قال: في القرآن الكريم جميع حقائق الأشياء.. فكيف يغيب عنه هذا؟
قلت: فأين هو؟
قال: في كل القرآن.. كل الآية لو نظرت إليها بهذا المنظار،
فتستفيد منها من الحقائق ما لم تكن تحلم به.
قلت: فاذكر لي ما ورد به التصريح.. فلا طاقة لي بالتلميح
والإشارة.
قال: لقد قال تعالى عن ذي القرنين:﴿ إِنَّا مَكَّنَّا
لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾ (الكهف:84)
قلت: إن من قومي من يحتقرون هذه العلوم، ويعتبرون الخوض فيها
انحرافا عن الكتاب والسنة.
ابتسم، وقال: سلاما.. سلاما..
قلت: ما تعني؟
قال: لقد قال الله تعالى واصفا عباده المؤمنين المحققين:﴿
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا
خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً﴾ (الفرقان:63)
قلت: أترميني بالجهل؟
قال: أرمي من قلت بقوله بالجهل.. والعالم أن رفع من أن يجيب
جاهلا.