قلنا: إن هذه الآية تتحدث عن وظائف الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ
قال: وهي تتحدث عن وظائف ورثتهم من بعدهم.
قلنا: فما هي الثامنة منها؟
قال: هي التزكية.. فالعالم هو الذي لا يكتفي بتثقيف عقلك.. بل يضيف
إلى ذلك، أو يقدم لذلك تثقيف نفسك وروحك وعقلك.
قلت: تقصد الجمع بين التعليم والتربية؟
قال: أجل.. فالعلم جواهر كريمة، ولا ينبغي للجواهر الكريمة أن توضع
على القمامات.
قلنا: فاذكر لنا أمثلة من السنة تدل على ذلك.
قال: كل السنة تدل على ذلك.. وإن شئتم مثالا مقربا.. فإليكم ما حدث
به ابن عباس تلميذ رسول الله a..
فقد حدث أن رسول الله a قال
له واعظا:(يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك،
إذا سألت فسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعَنْ باللَّه، واعلم أن الأمة لو اجتمعت
عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)[1]، وفي رواية:(احفظ اللَّه تجده
أمامك، تعرف إِلَى اللَّه في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن
ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب،
وأن مع العسر يسرا)