قال: ألا ترون كيف نفى الله ولايته ووقايته على من اتبع ما يتطلبه
الهوى، وغفل عما يتطلبه العلم؟
قلنا: أجل.. ذلك واضح.
قال: فالعلم الذي ترفع على المال وترفع على السلطان لا ينبغي أن يذل
أمام الهوى، فقد ذم الله تعالى طالب العلم الذي يقع أسير هواه، فقال:﴿
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ
الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)﴾ (الأعراف)
قال بعض الطلبة: بل إن الله تعالى اعتبر الهوى صنما من الأصنام التي
تعبد من دون الله، فقال:﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا
هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا
عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ
يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ
هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا (43)﴾ (الفرقان)
قال آخر: وقد ذكر رسول الله a ذلك، فقال:(ما تحت ظل السماء من إله يعبد من دون الله أعظم عند الله
من هوى متبع)[1]
قال الشنقيطي: وذلك لأن صاحب الهوى لن ينتقل من الخطأ إلى الصواب، أو
من الصلاح إلى الفساد.. بل هو أسير هواه إن تراجع عن خطأ، فلن يقع إلا في غيره،
وإن تاب عن معصية، فلن يقع إلا في غيرها.
قال بعض الطلبة: لقد روي في هذا عن ابن عباس قوله: (كان الرجل يعبد
الحجر