والحمية، والعصبية لغير الله، والرغبة والرهبة لغيره، والغيبة،
والنميمة، والبهتان، والكذب، والفحش في القول، واحتقار الناس ولو كانوا دونه،
وغيرها من الصفات الخبيثة، والأخلاق الرذيلة، فإنها باب كل شر، بل هي الشر كله.
قلنا: فما المخرج من هذه الرذائل، وهي لا يكاد تنجو منها نفس؟
قال: لكل علاجه الذي به يعالج.. ألم يقل رسول الله a:(إن الله تعالى حيث خلق الداء خلق
الدواء فتدواوا)[1]
قلت: إن رسول الله a
يذكر في هذا الحديث دواء الأجساد.
قال: بل هو يذكر كل الأدوية.. فلا فرق بين مرض الروح ومرض الجسد.
قلنا: فما الرابع؟
قال: أن يعمر باطنه بالأخلاق المرضية، كدوام التوبة، والإخلاص،
واليقين، والتقوى، والصبر، والرضى، والقناعة، والزهد، والتوكل، والتفويض، وسلامة
الباطن، وحسن الظن، والتجاوز، وحسن الخلق، ورؤية الإحسان، وشكر النعمة، والشفقة
على خلق الله والحياء من الله ومن الناس، ومحبة الله تعالى، هي الخصلة الجامعة
لمحاسن الصفات.
وكل ذلك لا يتحقق إلا بمتابعة الرسول a كما قال تعالى:﴿ قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (آل عمران:31)
مع
علمه:
بعد أن درسنا وتدربنا على الآداب المرتبطة بالسمت مع النفس مدة،
انتقلنا إلى الفرع الثاني للسمت، وهو السمت مع العلم، وقد بدأ الشنقيطي حديثه عن
هذا النوع من السمت بقراءة عشر آيات من القرآن الكريم، يكرر كل واحدة منها مرات
كثيرة، وقد سألناه عن سر
[1] رواه
أحمد، وللحديث روايات أخرى كثيرة لغير أحمد.